%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D8%A8%D9%8A..%20%D8%A3%D8%B3%D9%85%D9%87%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86.. - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


تمارا الحلبي.. أسمهان الجولان..
فاطمة بطحيش – مجلة ترفزيون
20\08\2009

عمرها 14 ربيعًا، عاشقة للموسيقى وللفن الأصيل، تأتينا من قرية مسعدة في الجولان السوري المحتل، رغم صغر سنها، إلا أنها تمتلك موهبة فذة وإحساس صادق ينبع من أعماق قلبها حين تغني وحين تعزف، صوتها يشبه إلى حد كبير صوت الفنانة الراحلة أسمهان ومن يسمعه دون أن يراها، يظن أن هذا هو صوت أسهمان من تسجيلات قديمة لها؛ لكن لا هذه حقيقة؛ تمارا حلبي صاحبة لقب "أسمهان الجولان" وهو لقب حظيت به عن جدارة وتستحقه لما تقدمه من فن أصيل يعيد مجد أسمهان من خلال هذه الموهبة التي منحها إياها الله..

تمارا ليست فقط مطربة بل إنها عازفة أيضًا تحتضن العود كما يحتضن صوتها أجمل الطبقات والأحاسيس، عشقت العود كما الغناء، وها هي تدخل عامها الثالث في دراسة العزف والموسيقى وتطوير الصوت لدى المايسترو عماد دلال في كفر ياسيف، وهو مؤمن بها وبموهبتها ويشجعها دائمًا.

تمارا الحلبي كبرت في بيت يحب الفن، فوالدها سليمان الحلبي يملك صوتًا جميلاً، وكأن له التأثير الأكبر في حب تمارا وتعلقها بالموسيقى والغناء، وهو من شجعها مع والدتها ناهدة الحلبي، أن تمشي الطريق الأحب إلى قلبها..

وليس هذا فقط، بل أن شقيقة تمارا التوأم، هي الأخرى تعشق الفن؛ فن المسرح وعالم التمثيل، وتخطو الآن أولى خطواتها الفنية، وقد شاركت مؤخرًا في عمل فني مسرحي مع مسرح "عيون" الجولاني في مسرحية "حفل ألغام".

وهناك أيضًا موهوب أخر وهو شقيق تمارا، عمر، والذي يعشق الكتابة وتأليف القصص والمسرحيات وهو من يكتب سكتشات مسرحية لشقيقته يارا..

في هذا اللقاء في بيت عائلة تمارا الحلبي، الذي لم يخلو من جو الضحك والاستمتاع بسماع صوتها تغني وهو صوت رائع تقشعر له الأبدان وعزف يطرب الأذن، تحدثنا عن بداياتها وعن عشقها لأسمهان، وعن طموحاتها..

// عن تمارا..

تعرفنا تمارا عن نفسها، وتقول: "عمري الآن 14 عامًا، من قرية مسعدة في الجولان السوري المحتل، كبرت في بيت يعشق الفن الأصيل، حيث أنه في صغري كنت دائمًا أسمع والدي يغني كونه يملك صوتًا جميلا، ويغني لوديع الصافي وناظم الغزالي وغيرهم من عمالقة الفن، وأحببت الغناء والموسيقى من خلاله، كان يغني وأنا أردد ورائه، حتى أنه لم يصدق أني في عمر 6 سنوات يمكنني أن أتقن غناء وديع الصافي وناظم الغزالي، وحين شعر بموهبتي بدأ يشجعني على الغناء، ومن هنا بدأت قصتي مع الفن، كما أني كنت أسمع الفن الأصيل في البيت ونما في داخلي عشق لهذه الأغاني والكلمات والألحان، وحين تعرفت على أغان الفنانة أسمهان في جيل مبكر، بدأت أبحث عنها وعن قصة حياتها، وتابعت الموضوع بشغف كبير، وأحببتها كثيرا وتأثرت بها وبإحساسها الصادق والمرهف في الغناء، وبدأت رحلتي مع أسمهان. عشقتها وعشقت فنها، وبدأت أغني لها بصوتي، بالإضافة للغناء أدرس العزف على آلة العود في كفر ياسيف على يد المايسترو عماد دلال للسنة الثالثة. ولدي هواية بعيدة عن الفن وهي ركوب الخيل".

// كلمة مستحيل ليست في قاموسي!

بطبيعتها تمارا تحب التحدي وأن تغني أسمهان لهو تحدي كبير، وبعد المسلسل الذي عرض عن حياة أسمهان، تقول تمارا: "لقد تم تشويه الحقائق في هذا المسلسل وبدت أسمهان كأنها شخصية سيئة، على عكس ما كنت أعرف عنها، وأعتبر أن هذا المسلسل مأساة جاء ليشوه مسيرة هذه الفنانة المميزة".

تمارا ورغم صغر سنها لديها إصرار وتحدي، وتقول: "لا يعلى على صوت أسمهان الجميل وأغانيها صعبة جدًا، ولا أخاف من خوض هذه التجربة لأني واثقة من نفسي وكلمة مستحيل لا أحبها وليست في قاموسي، إذ أني مواظبة على احتراف الفن وتقديم أفضل ما عندي وهذه هي البداية فقط".

ويقول والد تمارا سليمان الحلبي: "ليست لأنها أبنتي، لكن تمارا استطاعت أن تقدم شيئًا لنفسها أولا وثانيا للفن الذي تعشقه، فهي تتمتع بموهبة من ربنا، وتستغلها لتقدم فنًا راقيًا، فهي ليست كباقي أبناء جيلها في ميولها الفنية، فهي لا تتابع ما هو متوفر في سوق الفن في يومنا هذا؛ بل إنها تبحث في جذور الفن الأصيل والعريق لعمالقة الفن، كي تصنع لنفسها أسلوبًا خاصًا بها".

وتضيف تمارا: "ما يقوله والدي صحيح، لقد اخترت طريق فنية صعبة، وكما ذكرت سابقًا أحب التحدي، وأن أغني لعمالقة الطرب وخاصة أسمهان لهو إثبات لنفسي أولا أنه لدي القدرة على غناء هذه الأغاني الصعبة والتي ليس من السهل غناءها اليوم كما غنيت من قبل مغنيها الأصليين، أما اليوم فالفن أصبح رخيصًا نوعًا ما، إذ أن الكل يرتكز على الصورة دون مضمون ودون صوت وهذا ما استبعده تمامًا من طريقي، هدفي أن أقدم فنًا راقيًا وأن أعيد إلى الأذهان والأذان الفن الأصيل بموهبتي وعملي المتواصلين".

تمارا ليست مغنية فقط بل إنها عازفة عود أيضًا، وتتمتع بحس فني عالي، في رصيدها حاليًا معزوفتين خاصتين قامت بتلحينهما، بالإضافة إلى أنها تعزف مقطوعات للموسيقار فريد الأطرش وتبدع في عزفها وإتقانهما.

// أولى الخطوات على الفضائية الأردنية..

استضاف التلفزيون الأردني تمارا الحلبي في برنامج الإعلامية لانا مامكغ الشهيرة بـ أوبرا التلفزيون الأردني، ويعتبر هذا اللقاء خطوة أولى لتمارا نحو تحقيق هدفها، ومن شأنه أن يشكل منعطفاً مصيرياً في حياتها، خاصة أن فرص كهذه لا يجدها أبن الجولان الذي يرفض أن يكون محتلاً ثقافيًا وسياسيًا، ولا يمكنه أن يتواصل مع الأم سوريا.

تقول تمارا: "شاركت في الحفل الغنائي الذي أحياه المطرب وفيق حبيب في عمان قبل عدة أِشهر، وكان بين الحضور عدد من الفنانين الذين أبدوا إعجابهم بصوتي، ومن بينهم الفنان متعب الصقار والمخرج علاء الزعبي. وقد أتصل الفنان الصقار بالمذيعة لانا مامكغ، التي تقدم البرنامج الصباحي "يوم جديد" في التلفزيون الأردني، وأسمعها عبر سماعة الهاتف صوتي، فما كان من المذيعة الشهيرة لانا (التي تلقب بـ أوبرا التلفزيون الأردني) إلا أن دعتني واستضافتني في حلقة اليوم التالي من برنامجها".

وتضيف: "حقيقة هذه المقابلة في التلفزيون الأردني فتحت أمامي الكثير من العروض، وهذا أمر يسعدني كثيرًا أن ألاقي الاهتمام الإعلامي، فلقد استقبلتني المذيعة الأردنية بكل لباقة وأشكر لها ذلك، وشعرت بارتياح وعفوية خلال لقائي معها، وقدمت ثلاث أغاني، أغنيتان برفقة العود، وأغنية دون عزف؛ وأعتبر هذه الفرصة بمثابة حدث ومنعطف في حياتي، ولها شأن في تقوية عزيمتي لمزيد من العمل الدءوب والاستمرار في تقديم الفن الأصيل".


// هدية سميح القاسم شرف لي..

لم يقتصر الأمر فقط على الفضائية الأردنية، فقد استضافت قناة الحرة الفضائية أيضًا تمارا الحلبي، في برنامج "اليوم على الحرة" في استوديوهاتها في الناصرة. وكانت لتمارا مشاركات في العديد من المهرجانات والأمسيات والمسابقات الفنية منها "مسابقة نجم الجولان للغناء العربي" الذي نظمها مركز زرياب للموسيقى وتجمع الجولان السوري، إضافة إلى مشاركتها أمسية الشاعر سميح القاسم في مركز "تواصل" مع الفنان عقاب المغربي. وتقول تمارا: "بعد أمسية قرية بقعاثا أهداني الشاعر الكبير سميح القاسم عود وبهديته هذه حملني مسؤولية كبيرة وأعتز بهديته كثيرا ولقد شجعني وأذن لي بغناء قصائده وهذا شرف كبير منحني إياه". كما أن الملحن السوري زياد الأطرش قد لحن خصيصاً لها أغنية "يوم وداع الحبيب" من كلمات الأديب والكاتب السوري محمد حامد.


// اللقاء مع زياد الأطرش..

في حفلة في الأردن التي سبق وتكلمت عنها، التقيت بالملحن والمغني زياد الأطرش، حيث أنه كانت لي فقرة ضمن البرنامج وسمع صوتي هناك وأعجب به وكان قد كلمه متعهد الحفلة عني وتم التعارف بيننا. ثم ضمني إليه وغنينا معًا "أيد بأيد نسير" لأسمهان وشقيقها فريد.

وقد قال عنها زياد الأطرش: "لديها وعي فني، وموهبة فذة وصوت جميل حتى أن أسمهان حين كانت في مثل جيلها لما استطاعت أن تقدم أغانيها الخاصة كما تمارا الآن، لديها موهبة وتنتمي لعائلة عريقة هي الحلبي، صوتها ألماس وعقيق، "ولعنت بيي اللي خلفه لزياد ولوفيق" صوت على مستوى العالم وفن أصيل في زمن عصر الفوضى".


// عائلتي..

عائلتي تدعمني كثيرا وتقف بجانبي، أمي وأبي وأخي وشقيقتي الكبرى وتوأمي يارا، فهم مولعون بالفن حيث أن توأمي يارا تحب المسرح وتدرس التمثيل وتقدم عروض مسرحية يكتبها أخي عمر. وأشكرهم على دعمهم وتشجيعهم لي وأشكر أهل الجولان جميعًا كبير وصغير على الثقة التي منحوني إياها وحبهم لي وسأبقى محافظة على الفن الأصيل".

وتضيف: "طموحاتي كثيرة، لكني لست متسرعة لأي مكان، أمشي بخطوات ثابتة ومدروسة وإن وفقني الله أطمح لأن أكون علمًا من أعلام الفن الأصيل يومًا ما، وسأنهي دراستي أولا ومن ثم أتابع حلم حياتي و
أأسس معهدًا لتعليم الموسيقى في قريتي".